لبيك شعار بين مسجدين

بقلم / الشيخ عاطف أبو زيتحار


أخي الكريم : نسأل الله أن يرزقنا وإياكم حجا مبرورا وذنبا مغفورا.
لبيك شعارهم أثناء توجههم ، وبعد وصولهم ، وأثناء تأديتهم للمناسك ، وشعارنا بعد أن حلت بنا الأعذار ، العكوف على الطاعة ، والنزول إلى ساحة الخير وموسم الربح ، وتلبية نداء المسجد الأقصى ، لأننا إن أردنا حجا ونحن في ديارنا ، فما علينا إلا أن نحمل هما وهمة وعزما أكيدا وعزيمة صادقة ، كما أشار بن حجر معلقا على حديث ( إن بالمدينة أقواما...) قوله ( وَفِيهِ أَنَّ اَلْمَرْءَ يَبْلُغُ بِنِيَّتِهِ أَجْرَ الْعَامِلِ إِذَا مَنَعَهُ اَلْعُذْر عَنْ اَلْعَمَلِ ). إن من سعد بالذهاب إلى هناك وما أدراك ما هناك دخل ميدان المجاهدين ، لأنه أجاب نداء إبراهيم عليه السلام ، ( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) الحج ، وحقق كلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ،عَنِ الْحُسَيْنِ
بن عَلِيًّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُما ، قَالَ :جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنِّي جَبَانٌ ، وَإِنِّي ضَعِيفٌ ، قَالَ : (هَلُمَّ إِلَى جِهَادٍ لا شَوْكَةَ فِيهِ ، الْحَجُّ ). رواه الطبراني ، ونحن هنا كما نقلد صنيعهم في العبادة فلنقلد صنيعهم في الجهاد ونلبي نداء المسجد الأقصى الكريم وصرخة المجاهدين هناك .
إن الحاج يلبي ويهتف من أعماقه في كل ساحة ومع كل منسك من المناسك ، وركن من الأركان وكله سعادة ، ومن رحمة الله بنا أنه لم يحرمنا سعة الميادين وكثرتها في أيام هي أجمل أيام العمر ، فمن لبى نداء المستضعفين في فلسطين بالدعاء فقد جاهد ، ومن لبى نداء المسجد الأقصى بالتبرع فقد جاهد ، ومن لبى النداء بتربية أبنائه على حب الجهاد فقد جاهد ، ومن لبى النداء بمقاطعة سلع الأعداء فقد جاهد ، ومن لبى النداء من أجل فك الحصار عن أهل غزة فقد جاهد.........فحركوا مشاعركم
إن نصرتنا لأهل فلسطين واجبة لا يمكن لأي إنسان أن يعفي نفسه منها ، ولذلك يحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من التقاعس عن مد أيادي العون والنصرة للمسلمين المستضعفين ونحن قادرون ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ ) رواه أبو داود
وعن زيد بن خالد رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا ) رواه البخاري
ونحن نعيش وأولادنا فرحة العيد ينبغي علينا أن لا ننسى مقدساتنا ، وإخوان لنا بالتبرع لهم بما أمكن ، اللهم أطعم عبادك من جوع ، وأمّنهم من خوف ، وفك حصارهم ، واشفي مرضاهم واجعلنا عونا ونصرة لهم ، وانصرهم وثبت أقدامهم... اللهم آمين يا رب العالمين
لبيك يا أقصى ...... لبيك يا فلسطين الله أكبر ولله الحمد





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق