الغراب بين بائع الحمام وبائع الكلام

عاطف أبو زيتحار

مر مجموعة من الشباب ببائع حمام ,فوقفوا بجواره ودار بينهم وبينه حديث عن الحمام وسعره وأنواعه , وقبل الانصراف قالوا له بإمكاننا الآن أن نحدد لك ذكور الحمام من إناثه .. نعم نحن صغار ولكن ثقافتنا واسعة وعلمنا كبير ... فجزاّهم خيرا وشكر لهم لأنه لايريد ذلك وهذه الإجابة لن تقدم ولن تؤخر .... فطلبو منه أن يبيعهم بعض الحمام فأذن لهم أن يختاروا فداروا حول أقفاصه ووقع بصرهم على حمامة كبيرة الحجم ثقيلة الوزن قد أوثقها التاجر من رجليها وشد جناحيها وعزلها جانبا فأمسكوا بها وأتوا إليه قال لهم هل اخترتم ؟ قالوا نعم ..بكم هذه ؟ قال لهم بدون مقابل قالوا لا , لابد أن ندفع لك أجرها وأقسموا له وغلظوا الأيمان بعد توكيدها .. فقال لهم لن آخذ منكم نقودا لأن الذي اخترتموه غرابا وليس حمامة أتت به امرأة ظانة أنه حمام بعد أن أمسكت به في برجها , فأخذته منها ووضعته هنا وأوثقته حتى لايطير .... وحتى يعرف الناس الغراب من الحمام... هل تستطيعون الآن أن تفرقوا بين ذكور الحمام وإناثه؟؟؟؟
قوى ثورية كلمة فضفاضة تحتاج إلى قيد...كثير منهم يبيعون الكلام من أجل الكلام ويعارضون من أجل اثبات الذات وفقط
وصدق من قال :
رأيت على صخرة عقربا وقد جعلت ضربها ديدنا
وقلت لها إنها صخرة وطبعك من طبعها ألينا
فقالت أجل ولكن أردت أعرفها من أنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق