عاطف أبو زيتحار
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..وبعد أخي الحبيب فارس المنبر.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تَعلم أن هذه المرحلة فاصلة من عمر أمتنا على وجه العموم , ومصرنا الغالية على وجه الخصوص , وأنها تحتم علينا أن نبتعد عن ميدان التثاؤب المبغوض في شريعتنا , لأن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب , وأن نجتنب ساحات الفتور والكسل التي لا تساوق سياق القرآن الذي ينادينا في كثير من آياته "سابقوا" "سارعوا" "ومنهم سابق" .. "فاستبقوا"... "وسارعوا" ... وحذرنا من التقاعس وأخبرنا أنه لا يستوي من أنفق من قبل الفتح وقاتل " لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) " الحديد , ولأن التاريخ يكتب ويسجل أنه "لا هجرة بعد الفتح .." فكن أخي الخطيب وسط قوافل الدعاة التي تنوح وتصرخ وتصدح هنا وهناك من أجل نصرة دين الله .. ولا تقف مع من يقف في المنطقة الرمادية وشعاره " لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ" النساء ..لأن التاريخ سيمحوا أسماءهم ويدخلهم في نفق النسيان .... ولو علموا أن شرف نصرة الإسلام عظيم , لا يعلوه شرف , لما تثاءبوا وتقاعسوا عن نصرته. أخي الخطيب فارس المنبر..
تعلم أن الفلول .. . بعد أن وضعوا خطة إدارية من قِبل الأوقاف بمنع الحديث عن الانتخابات , وضعوا خطة أخرى لمنع الأئمة من الحديث على المنابر عن الانتخابات وخصوصا التلميح أو التصريح بانتخاب د مرسي مرشح الثورة وصاحب مشروع النهضة ... وذلك بافتعال المشاكل قبل وبعد وأثناء الخطبة ... فكن رابط الجأش واثق النفس , واحذر أن تقتلك أو توقفك رسائلهم السلبية عن تبليغ رسالتك " الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) " الأحزاب . أخي الحبيب .. كن حذرا في حديثك لبقا في تعليقاتك وتلميحاتك وإسقاطاتك , فوت عليهم فرصة استَعدوا وتَجهزوا وتَأهبوا لها , كن حاضر الذهن سريع البديهة على جاهزية تامة لأنها خطبة فاصلة فارقة ليست كغيرها من الخطب ... هيا بنا لنبدأ على بركة الله , كفانا الله شر الفلول ... من جميل ما قرأت في الأدب الرمزي عن سرعة البديهة ما ذكره بن الأثير في كتابه الكامل : ... أن أرنباً التقط تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها , فانطلقا يتخاصمان إلى الضب , فقالت: الأرنب يا أبا حسل فقال: سميعاً دعوت قالت: أتيناك لنختصم قال : عادلاً حكيما قالت: فاخرج إلينا قال: في بيته يؤتى الحكم قالت: إني وجدت تمرة حلوة قال: فكليها قالت: قد اختلسها الثعلب قال: لنفسه بغي الخير قالت: فلطمته , قال بحقك أخذت , قالت: فلطمني , قال اقتص , قالت: فاقض بيننا , قال: قد قضيت ...فذهبت أقواله أمثالاً........ ومن ذلك ما حكي أن عدي بن أرطأة أتى شريحاً القاضي في مجلس حكمه , فقال له: أين أنت؟ قال بينك وبين الحائط قال: فاسمع مني قال: للاستماع جلست قال: إني تزوجت امرأة قال: بالرفاء والبنين قال: فشرط أهلها أن لا أخرجها من بينهم قال: أوف لهم بالشرط قال: فأنا أريد الخروج قال الشرط أملك قال: أريد أن أذهب قال في حفظ الله قال: فاقض بيننا قال قد فعلت قال: فعلى من قضيت قال: على ابن أمك قال بشهادة من قال بشهادة بن أخت خالتك. فكن أيها الحبيب سريع البديهة في ردك تسكت خصمك , وإياك وشرود الذهن , فإنه يبغض صاحبه ويذهب بقلوب الناس إلى غيره . هؤلاء أخي الكريم سيطر عليهم الجهل وباعوا ضمائرهم .. فعلى رسلك , ولا تتعجل في الرد , وليكن لك حال معهم إذا لم تستطع الرد عليهم أثناء الخطبة , وقدوتك في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أبي رفاعة العدوي رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فقلت: "يا رسول الله: رجل غريب يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه، فأقبل علي وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأتى بكرسي من خشب قوائمه حديد، فقعد عليه وجعل يعلمني مما علمه الله تعالى ثم أتى الخطبة وأتم آخرها" رواه مسلم والنسائي. أخي الحبيب .. أنت وسيلة إعلام ربانية توقع عن الله وعن رسوله , فلا ترهبك مؤامراتهم , ولا تسكتك أصواتهم ..ما يشوهونه ويهدمونه في أسبوع , تستطيع أنت أن تمسحه وتبنيه في ثلث ساعة , فكن وسيلة إعلام ربانية تنشر الخير وتوضح الغامض وتزيل الغبار وتمحوا الران ... , كن الماسح الذي يزيل الضباب والأتربة والرمال المتراكمة فوق زجاج السيارة حتى يبصر الناس الطريق فينتبهوا للحفر التي صنعت لهم من قبل أعدائهم , ويبصروا الطريق المستقيم الذي رسم لهم من قبل ربهم . أخي.. لا يستطيع أحد أن يسكت لك صوتا , ولا يحدد لك مجرى حديثك , أو مسار خطابك , لأن الله يقول : "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) فصلت " ويقول " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)" البقرة , فأنت داعية تدل الناس على الله وتعلمهم شمولية الإسلام أنه نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعاً , فلا خير فينا إن لم نجهر بكلمة الحق ونعلنها أمام الناس: أن الإسلام دين ودولةً .. إنهم يريدونا أن ننساق خلفهم فنجزأ الإسلام كما يجزئونه , فنعلن جزءا ونكتم أجزاء " فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) البقرة , نريد أن نربح أنفسنا حتى ولو خسرنا الدنيا بأكملها..... أخي الداعية .. أنت مسئول عن جمهورك وروادك وستسأل عنهم يوم القيامة بين يدي الله رب العالمين " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ".. بكى النبي لأن نفساً تفلتت منه إلى النار , أما يبكيك ويبكيني أن تتفلت منا أصوات روادنا وجمهورنا , فتذهب لمن يريد صناعة نظام أذلنا نحن الأئمة والخطباء كما أذل غيرنا من أبناء أمتنا , فتكتب شهادتهم وعنها يسألون ؟ ثم نُسأل نحن عنهم هل بلغتم ؟ ماذا سنقول لربنا إذا أجابوا بأن فلان بن فلان لم يبلغنا , ولم نجد إجابة ولا شهودا يشهدوا لنا ؟ أخي الحبيب .. لم أقرأ خطبة عصماء طويلة للنبي صلى الله عليه وسلم في غزواته وكل ما قرأته كلمات تعد وتحفظ "ولو شاء العاد لأحصاها" ..وتحليلي أن ميدان الجهاد لا يحتاج إلى كلمات ترغب وترهب بقدر الحاجة إلى كلمات سريعة تستنهض الهمم وتحرك الذاتية فتنفعل مع الحدث ...من جميل ما قرأت قوله صلى الله عليه للصحابة يوم أحد "من يأخذ هذا السيف بحقه ؟قال أبودجانه أنا آخذه بحقه فما حقه؟ قال أن تضرب به حتى ينحني فأخذه .. " ....ياسادة ..سيفنا حركتنا ..كلماتنا ..التربيط مع رواد المسجد والعائلة والقبيلة والجيران والأصدقاء في الحقل الدعوي , الجري في النجوع والقرى ..طرق الأبواب بابا بابا , والوصول إلى الدوائر المحيطة بنا فردا فردا ..هيا الوقت قصير دعونا من الإطناب في الثرثرة التي لاطائل من ورائها إلا مضيعة الوقت.. ياليت قومي يعلمون. .. ... أرى بعض الأخوة الكرام عندما يتحدثون في اللقاءات أو في الخطب يتحدثون وكأنهم في جلسة عرفية للصلح بين قبيلتين أو عائلتين أو زوج وزوجته...أو يتحدثون وكأنهم يعظون قوما ويرغبونهم في النعيم ..إن لغة الدروشة في لقاءاتنا وخطبنا ودروسنا في هذه اللحظات الفارقة من عمر مصرنا لا مكان لها..أين نحن من وصف الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم "وعظنا وكأنه منذر جيش" الكلمات الباردة تصنع رسالة سلبية وميدان الجهاد يحتاج إلى احمرار الحدق , وانتفاخ الودج , وارتفاع الصوت , وظهور القسمات , وسرعة الكلمات , وإيجاز العبارات.. أخي الحبيب.. إذا كان القاضي حارسا على الصناديق وحافظا لها من التزوير, فأنت محرر القلوب من الغش وأكل الحرام , والمتاجرة بها والأمين عليها , فبين للناس حرمة بيع الأصوات , وأخبرهم أن الضمير الحي لا يباع ولا يشترى, وأن النزول شهادة تُكتب وعنها تُسأل , وأن كتمان الشهادة إثم , وحذرهم من شهادة الزور , وأعلمهم أنها من أكبر الكبائر , وأن الأمة تهلك إذا وسد الأمر إلى غير أهله , وأن الأمانة تقضي بأن نصطفي لدولتنا أحسن الناس قياما بها. أخي الحبيب... قبل كل ذلك زادك الإيماني صم الخميس واقرأ وردك من القرآن وردد الكهف قبل الصعود وأكثر من الاستغفار والدعاء والقيام ليلتها , لعل الله يلين بكلامك ودعوتك القلوب , ويفتح بك البلاد , ويمحو بك ما علق بأذهانهم من رسائل سلبية قاتلة ومميته. نسأل الله أن يهيئ لنا من أمرنا رشدا وأن يولي أمورنا خيارنا وأن يجعل مصرنا ساحة للأمن والأمان وأن يحكم فينا كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..وبعد أخي الحبيب فارس المنبر.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تَعلم أن هذه المرحلة فاصلة من عمر أمتنا على وجه العموم , ومصرنا الغالية على وجه الخصوص , وأنها تحتم علينا أن نبتعد عن ميدان التثاؤب المبغوض في شريعتنا , لأن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب , وأن نجتنب ساحات الفتور والكسل التي لا تساوق سياق القرآن الذي ينادينا في كثير من آياته "سابقوا" "سارعوا" "ومنهم سابق" .. "فاستبقوا"... "وسارعوا" ... وحذرنا من التقاعس وأخبرنا أنه لا يستوي من أنفق من قبل الفتح وقاتل " لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) " الحديد , ولأن التاريخ يكتب ويسجل أنه "لا هجرة بعد الفتح .." فكن أخي الخطيب وسط قوافل الدعاة التي تنوح وتصرخ وتصدح هنا وهناك من أجل نصرة دين الله .. ولا تقف مع من يقف في المنطقة الرمادية وشعاره " لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ" النساء ..لأن التاريخ سيمحوا أسماءهم ويدخلهم في نفق النسيان .... ولو علموا أن شرف نصرة الإسلام عظيم , لا يعلوه شرف , لما تثاءبوا وتقاعسوا عن نصرته. أخي الخطيب فارس المنبر..
تعلم أن الفلول .. . بعد أن وضعوا خطة إدارية من قِبل الأوقاف بمنع الحديث عن الانتخابات , وضعوا خطة أخرى لمنع الأئمة من الحديث على المنابر عن الانتخابات وخصوصا التلميح أو التصريح بانتخاب د مرسي مرشح الثورة وصاحب مشروع النهضة ... وذلك بافتعال المشاكل قبل وبعد وأثناء الخطبة ... فكن رابط الجأش واثق النفس , واحذر أن تقتلك أو توقفك رسائلهم السلبية عن تبليغ رسالتك " الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) " الأحزاب . أخي الحبيب .. كن حذرا في حديثك لبقا في تعليقاتك وتلميحاتك وإسقاطاتك , فوت عليهم فرصة استَعدوا وتَجهزوا وتَأهبوا لها , كن حاضر الذهن سريع البديهة على جاهزية تامة لأنها خطبة فاصلة فارقة ليست كغيرها من الخطب ... هيا بنا لنبدأ على بركة الله , كفانا الله شر الفلول ... من جميل ما قرأت في الأدب الرمزي عن سرعة البديهة ما ذكره بن الأثير في كتابه الكامل : ... أن أرنباً التقط تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها , فانطلقا يتخاصمان إلى الضب , فقالت: الأرنب يا أبا حسل فقال: سميعاً دعوت قالت: أتيناك لنختصم قال : عادلاً حكيما قالت: فاخرج إلينا قال: في بيته يؤتى الحكم قالت: إني وجدت تمرة حلوة قال: فكليها قالت: قد اختلسها الثعلب قال: لنفسه بغي الخير قالت: فلطمته , قال بحقك أخذت , قالت: فلطمني , قال اقتص , قالت: فاقض بيننا , قال: قد قضيت ...فذهبت أقواله أمثالاً........ ومن ذلك ما حكي أن عدي بن أرطأة أتى شريحاً القاضي في مجلس حكمه , فقال له: أين أنت؟ قال بينك وبين الحائط قال: فاسمع مني قال: للاستماع جلست قال: إني تزوجت امرأة قال: بالرفاء والبنين قال: فشرط أهلها أن لا أخرجها من بينهم قال: أوف لهم بالشرط قال: فأنا أريد الخروج قال الشرط أملك قال: أريد أن أذهب قال في حفظ الله قال: فاقض بيننا قال قد فعلت قال: فعلى من قضيت قال: على ابن أمك قال بشهادة من قال بشهادة بن أخت خالتك. فكن أيها الحبيب سريع البديهة في ردك تسكت خصمك , وإياك وشرود الذهن , فإنه يبغض صاحبه ويذهب بقلوب الناس إلى غيره . هؤلاء أخي الكريم سيطر عليهم الجهل وباعوا ضمائرهم .. فعلى رسلك , ولا تتعجل في الرد , وليكن لك حال معهم إذا لم تستطع الرد عليهم أثناء الخطبة , وقدوتك في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أبي رفاعة العدوي رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فقلت: "يا رسول الله: رجل غريب يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه، فأقبل علي وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأتى بكرسي من خشب قوائمه حديد، فقعد عليه وجعل يعلمني مما علمه الله تعالى ثم أتى الخطبة وأتم آخرها" رواه مسلم والنسائي. أخي الحبيب .. أنت وسيلة إعلام ربانية توقع عن الله وعن رسوله , فلا ترهبك مؤامراتهم , ولا تسكتك أصواتهم ..ما يشوهونه ويهدمونه في أسبوع , تستطيع أنت أن تمسحه وتبنيه في ثلث ساعة , فكن وسيلة إعلام ربانية تنشر الخير وتوضح الغامض وتزيل الغبار وتمحوا الران ... , كن الماسح الذي يزيل الضباب والأتربة والرمال المتراكمة فوق زجاج السيارة حتى يبصر الناس الطريق فينتبهوا للحفر التي صنعت لهم من قبل أعدائهم , ويبصروا الطريق المستقيم الذي رسم لهم من قبل ربهم . أخي.. لا يستطيع أحد أن يسكت لك صوتا , ولا يحدد لك مجرى حديثك , أو مسار خطابك , لأن الله يقول : "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) فصلت " ويقول " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)" البقرة , فأنت داعية تدل الناس على الله وتعلمهم شمولية الإسلام أنه نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعاً , فلا خير فينا إن لم نجهر بكلمة الحق ونعلنها أمام الناس: أن الإسلام دين ودولةً .. إنهم يريدونا أن ننساق خلفهم فنجزأ الإسلام كما يجزئونه , فنعلن جزءا ونكتم أجزاء " فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) البقرة , نريد أن نربح أنفسنا حتى ولو خسرنا الدنيا بأكملها..... أخي الداعية .. أنت مسئول عن جمهورك وروادك وستسأل عنهم يوم القيامة بين يدي الله رب العالمين " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ".. بكى النبي لأن نفساً تفلتت منه إلى النار , أما يبكيك ويبكيني أن تتفلت منا أصوات روادنا وجمهورنا , فتذهب لمن يريد صناعة نظام أذلنا نحن الأئمة والخطباء كما أذل غيرنا من أبناء أمتنا , فتكتب شهادتهم وعنها يسألون ؟ ثم نُسأل نحن عنهم هل بلغتم ؟ ماذا سنقول لربنا إذا أجابوا بأن فلان بن فلان لم يبلغنا , ولم نجد إجابة ولا شهودا يشهدوا لنا ؟ أخي الحبيب .. لم أقرأ خطبة عصماء طويلة للنبي صلى الله عليه وسلم في غزواته وكل ما قرأته كلمات تعد وتحفظ "ولو شاء العاد لأحصاها" ..وتحليلي أن ميدان الجهاد لا يحتاج إلى كلمات ترغب وترهب بقدر الحاجة إلى كلمات سريعة تستنهض الهمم وتحرك الذاتية فتنفعل مع الحدث ...من جميل ما قرأت قوله صلى الله عليه للصحابة يوم أحد "من يأخذ هذا السيف بحقه ؟قال أبودجانه أنا آخذه بحقه فما حقه؟ قال أن تضرب به حتى ينحني فأخذه .. " ....ياسادة ..سيفنا حركتنا ..كلماتنا ..التربيط مع رواد المسجد والعائلة والقبيلة والجيران والأصدقاء في الحقل الدعوي , الجري في النجوع والقرى ..طرق الأبواب بابا بابا , والوصول إلى الدوائر المحيطة بنا فردا فردا ..هيا الوقت قصير دعونا من الإطناب في الثرثرة التي لاطائل من ورائها إلا مضيعة الوقت.. ياليت قومي يعلمون. .. ... أرى بعض الأخوة الكرام عندما يتحدثون في اللقاءات أو في الخطب يتحدثون وكأنهم في جلسة عرفية للصلح بين قبيلتين أو عائلتين أو زوج وزوجته...أو يتحدثون وكأنهم يعظون قوما ويرغبونهم في النعيم ..إن لغة الدروشة في لقاءاتنا وخطبنا ودروسنا في هذه اللحظات الفارقة من عمر مصرنا لا مكان لها..أين نحن من وصف الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم "وعظنا وكأنه منذر جيش" الكلمات الباردة تصنع رسالة سلبية وميدان الجهاد يحتاج إلى احمرار الحدق , وانتفاخ الودج , وارتفاع الصوت , وظهور القسمات , وسرعة الكلمات , وإيجاز العبارات.. أخي الحبيب.. إذا كان القاضي حارسا على الصناديق وحافظا لها من التزوير, فأنت محرر القلوب من الغش وأكل الحرام , والمتاجرة بها والأمين عليها , فبين للناس حرمة بيع الأصوات , وأخبرهم أن الضمير الحي لا يباع ولا يشترى, وأن النزول شهادة تُكتب وعنها تُسأل , وأن كتمان الشهادة إثم , وحذرهم من شهادة الزور , وأعلمهم أنها من أكبر الكبائر , وأن الأمة تهلك إذا وسد الأمر إلى غير أهله , وأن الأمانة تقضي بأن نصطفي لدولتنا أحسن الناس قياما بها. أخي الحبيب... قبل كل ذلك زادك الإيماني صم الخميس واقرأ وردك من القرآن وردد الكهف قبل الصعود وأكثر من الاستغفار والدعاء والقيام ليلتها , لعل الله يلين بكلامك ودعوتك القلوب , ويفتح بك البلاد , ويمحو بك ما علق بأذهانهم من رسائل سلبية قاتلة ومميته. نسأل الله أن يهيئ لنا من أمرنا رشدا وأن يولي أمورنا خيارنا وأن يجعل مصرنا ساحة للأمن والأمان وأن يحكم فينا كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق