بقلم الشيخ//عاطف أبو زيتحار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عجبت من صنيع البلطجية مع أسمائهم التي سُموا بها في صغرهم بعد أن ألغوها وهم في ريعان شبابهم , وتمسكوا بغيرها من الأسماء التي لا تسمن ولا تغني من سعادة ورجولة ,مثل الهن وبيسا وشطة وفلفل والخواجة والنونو وبلية وعفرتو وشر ونص وريشة ولمبي وبرشامة , ........ومثل ذلك كثير. وكل اسم من هذه الأسماء له ما بعده وله إيحاء عند من أطلقه ومن سمي به نفسه , كأرباب الصنائع المختلفة ,فيقال: فلان النجار أو الحلاق أو السباك أو الحائك أو الجزار.......فيُنسب إلى صنعته , وأيضاً كما تعارف الناس على الأسماء والألقاب العلمية مثل: الطبيب والمهندس والمحامي والقاضي والمدرس والشيخ ,ولكن شتان بين أسماء البلطجية وأسماء أرباب الصنائع المختلفة والألقاب العلمية , فكل له من اسمه نصيب فالأول له من اسمه نصيب في البلطجة والترويع والفساد والافساد والتخويف ...... والثاني له نصيب من اسم صنعته في العمل والكد والتعب والكفاح والسعي ...... والثالث له نصيب حسب مهارته في لقبه العلمي ....
ما يدعونا في حديثنا للوقوف هو الاسم الذي أُطلق علينا من قبل آبائنا وأمهاتنا ومجتمعاتنا , وأصبح هذا الإسم معروفا بين الناس ,سواء أكان كنية أو لقباً أو اسماً حقيقياً , فينبغي علينا أن نجعل لنا منه نصيباً.
قال ابن القيم في تحفة المودود ( في الفرق بين الاسم والكنية واللقب): هذه الثلاثة وإن اشتركت في تعريف المدعو بها فإنها تفترق في أمر آخر وهو أن الاسم إما أن يفهم مدحاً أو ذماً أو لا يفهم واحد منها ، فإن أفهم ذلك فهو اللقب ،وغالب استعماله في الذم ، ولهذا قال الله تعالى:" ولا تنابزوا بالألقاب " ، وإما أن لا يفهم مدحاً ولا ذما ، فإن صدر بأب أو أم فهو الكنية كأبي فلان وأم فلان ، وإن لم يصدر بذلك فهو الاسم كزيد وعمرو . أه
اسمك مصنعك
الاسم مصنع حقيقي إذا قرن بالعمل , يظهر إنتاجه الحقيقي بعد الوفاة أو الانتقال من المكان وتركه, لأن إقران الاسم الحقيقي بالعمل يشكل تكاملاً وتعاوناً , يرفع من الانتاج ويضخم من ثروة الحب ويدخر منها مخزوناً في قلوب الناس , أو يُضعف منها , ويُشوه من صورتها , ويقلل من إنتاجها , ويضعف من رصيدها ..... وحتى ندخل مصنع الحياة من أوسع أبوابه ويذكرنا الناس بعد الوفاة أو الانتقال من المكان إلى مكان آخر , لابد من سير العمل والحركة والفكرة والخاطرة ...مع الاسم في خطوط مستقيمة خطوة بخطوة وحركة بحركة ونظرة بنظرة , بعيداً كل البعد عن التعاريج والالتواءات والنتوءات....التي تعوق وتؤخر وتقلل من إنتاج المصنع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق