هلا جعلت لك من اسمك نصيبا؟؟مواقف طيبة تحولت إلى أسماء وألقاب خلدها التاريخ(4)

بقلم الشيخ//عاطف أبو زيتحار

الصديق:
لقب به أبو بكر الصديق رضي الله عنه وسبب هذه التسمية موقفه يوم الإسراء والمعراج عندما جاءه المشركون فقالوا له " هل لك الي صاحبك ؟يزعم أنه أسري به الليلة الي بيت المقدس قال "أوقال ذلك ؟ " قالوا : نعم ، فقال : " صدق ،إني لأصدقه بأبعد من ذلك بخبر السماء غدوة وروحه " فلذلك سمي بالصديق "
الفاروق:
لقب به عمر بن الخطاب رضي الله عنه لموقفه الجريء في التفريق بين الحق والباطل ,
والذي أطلق عليه هذا اللقب هو الرسول صلى الله عليه وسلم .
حواري الرسول :
لقب به الزبير بن العوام وسبب التسمية
أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال في يوم الخندق: " مَنْ رجلُ يأتينا بخبر بني قريظة ؟" فقال الزبير : أنا , فذهب ، ثم قالها الثانية فقال الزبير : أنا فذهب ، ثم قالها الثالثة فقال الزبيـر : أنا , فذهب ،فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم : "لكل نبيّ حَوَارِيٌّ، والزبيـر حَوَاريّ وابن عمتي "
الشهيد الطيار:
لقب به جعفر بن أبى طالب رضّي الله عنُه لأن الله أبدله بيديه اللتين قطعتا في غزوة مؤتة جناحين يطير بهما في الجنة..
سيد الفوارس:
لقب به أبو موسى الأشعري وسبب تسميته بهذا اللقب أنه كان موضع ثقة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد كان رضي الله عنه مقاتلا جسورا لا يهاب وكان صاحب حمل ثقيل .. يتحمل كل المسؤليات الملقاه على عاتقه وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه : ( سيد الفوارس أبوموسى ) رضي الله عنه وأرضاه. ولقب أيضاً بسبب صوته الحسن بمزمار آل داوود
وسبب ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر يوما بجانب منزله , فسمعه يقرأ القرآن وكان له صوت عذب جميل وفي الصباح أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بصوته الحسن الذي استمع إليه بالليل قائلاً له : لقدأوتيت مزماراً من مزامير آل داود , فقال أبو موسى: لو أعلم بمكانك لحبَّرْتُه لك تحبيرًا (أي جودته وحسنته).
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كلما رأى أبا موسى دعاه؛ ليتلو عليه من كتاب الله، وقال له: شوِّقْنَا إلى ربنا يا أبا موسى.
غسيل الملائكة:
سمي به حنظلة بن عامر وسبب التسمية أنه خرج إلى أحد وهو جنب فلما قتل غسلته الملائكة بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة.
كرم الله وجهه:
لقب به علي رضي الله عنه بسبب أنه لم يسجد لصنم قط وقيل أنه لم يطلع على عورة أحد .
المحدث:
(بضم أوله وفتح الحاء وكسر الدال المشددة) وهو من اشتغل بالحديث رواية ودراية.. وأقل درجاته في الحفظ أن يحيط علمه بعشرين ألف حديث مع معرفة أسانيدها ورجالها جرحاً وتعديلاً.
وأُطلق على عطاء بن أبي رباح بن مسلم القرشي الفهري , تابعي جليل , قال بن سعد رحمه الله: كان ثقة فقيهاً كثير الحديث , أدرك مائتي صحابي , وكان مفتي أهل مكة, وقال أبو حنيفة: ما رأيت أفضل من عطاء بن أبي رباح. وروي عن الزهري قال: قدمت على عبد الملك بن مروان فقال: من أين قدمت يا زهري قلت: من مكة. قال: فمن خلفت بها يسود أهلها؟ قلت: عطاء بن أبي رباح. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من الموالي. قال: وبم سادهم؟ قلت، بالديانة والرواية. قال: إن أهل الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا. لقد حظي عطاء وفاز بهذه المنزلة العالية بين أقرانه رغم دمامة خلقته . التي لم تعقه عن العطاء وبذل المجهود , فكان الناس يتوافدون على بيته لطلب العلم .
وهكذا لقب خالد بن الوليد رضي الله عنه بسيف الله المسلول , وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما بحبر الأمة , وعبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه بأبي هريرة , وابن شهاب الزهري رحمه الله بالإمام الحافظ لإحاطته بحفظ مائة ألف حديث متناً وإسناداً,وهشام بن عروة بن الزبير رحمه الله بحجة الإسلام... وكثير من الصحابة والتابعين والعلماء المخلصين... لا يتسع المقام هنا لذكرهم.
إننا بإمكاننا أن ندخل مصنع الحياة من أوسع أبوابه شريطة أن نعمل عملاً كريماً طيباً يلتصق بأسمائنا , وهذا الأمر ليس بالصعب ولا بالعسير , شريطة أن نحمل عزماً وعزيمة وهماً وهمة , لأن المواقف الطيبة والأعمال الحسنة تصنع غلافاً وسياجاً طيباً حول الاسم , يبقى عطره بعد الوفاة لسنوات طويلة . إن الاحسان إلى الحياة بالمواقف النبيلة , والسلوكيات الحميدة , تخلّد ذكر الإنسان , وبجوار المواقف الطيبة والسلوكيات الحميدة يبرع في عمله وتخصصه ويأتي فيه بكل جديد ومفيد .
دقـات قلب المرء قائلــة له إن الحياة دقائق وثوان
فاجعل لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثان
قال الإمام البنا عليه رحمة الله : إن الأمة التي تحسن صانعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب الله لها الحياة العزيزة في الدنيا , والنعيم الخالد في الآخرة ...
ونحن إن أحسنا صناعة الحياة , فمن المؤكد أننا سنحسن صناعة الموت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق