رسالة من الأنفال إلى أحد

بقلم الشيخ//عاطف أبو زيتحار

لقد بعثت سورة الأنفال برسائل متعددة إلى أحد وما بعده , ولكن أحداً لم يسمع الرسالة ولم يستجب للنصيحة فكانت الهزيمة..
ألم تقل السورة (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين) فخالف الرماة أمر رسولهم صلى الله عليه وسلم " لا تبرحوا مكانكم " ونزلوا لجمع الغنائم ونسوا نصيحة ورسالة سورة الأنفال , فكانوا سببا من أسباب الهزيمة. (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون.) ويقول تعالى:
( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط )47
.. في كثير من الأحيان تصنع نشوة النصر خيمة من الغفلة , فيغفل المنتصر عن عقبات الطريق وآفات المستقبل فلا يفطن إلا بعد أن يقع في حفرها أو تتلاطمه أمواجها .. ولا يستفيق منها إلا بعد أن يخسر كثيراً , ويقع في دوائر العتاب , وعتاب الله على عباده في كثير من الأحيان دماء حتى يستردوا عافيتهم وينفضوا الغفلة عن أبدانهم..
ولذلك عندما غفلوا عن نصائح الأنفال وقعوا في حفر أحد , ونحن إن لم نفطن إلى نصائحها ونستجيب لصرخاتها فإن الأمواج المغرقة في انتظارنا فلنمزق خيمة الغفلة ولنستفيق من النشوة والسكرة ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغرفة ورزق كريم )4
ثم يحذر من الفرار من ميدان الجهاد
(يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير )
ولذلك ينبغي على المرابطين في ميادين الدعوة وجهاد الكلمة أن لا يفروا من ميدان الجهاد الدعوي أمام قوى البغي والتسلط من العلمانيين والشيوعيين والليبراليين ...
وأن يثبتوا أمامهم ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون )45
كنا نعيش منذ فترة من الزمن ونحن نحلم بأيام التغيير والتمكين , وها نحن على مشارفها , ولكن مع الغفلة عن وصايا الأنفال ونصائحها فإن الوقت سيطول والمسافة ستبعد والاستبداد سيعود ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق