الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه ومن والاه ... وبعد
لقد جعل الدينُ النصيحةَ سوراً بين الفرد وبين الوقوع في الخطأ , وعلى قدر قوتها وقوة مرسلها يقوى السور أو يَضعُف .
وكلما ازداد حبل الحب متانة وقوة بين الناصح والمنصوح , كان للنصيحة أثرها وتأثيرها , وكلما ضعُفت ضعُف تأثيرها. عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ:" يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ , وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ , فَقَالَ: أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ , تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ". قبل أن يبعث صلى الله عليه وسلم بالنصيحة , برى سهمها , وزين شكلها , فاخترقت وأصابت .
وهذه الرسالة رسالة إلى كل حبة قلب , أن يحسن إلى اسمه , وأن يسرع الخطى بسرعة , لأن الوقت قليل , والجائزة كبيرة –دخول مصنع الحياة من أوسع أبوابه- وعلى كل من قرأها أن يأخذ بيد من أساء إلى اسمه بسبب أفعاله وسلوكياته الغير حميدة إلى الخير والفضيلة والعمل الصالح , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ :أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يَسْتَحْمِلُهُ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ مَا يَتَحَمَّلُهُ فَدَلَّهُ عَلَى آخَرَ فَحَمَلَهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ: إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ"
أسأل الله أن يهيئ لنا من أمرنا رشداً , وأن يتقبل منا صالح أعمالنا وأن يرزقنا الإخلاص في بذل النصيحة وقبولها .. آمين والحمد لله رب العالمين .
عاطف أبو زيتحار
في العشرين من رجب 1432
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق