تنور مصر بين العلمانية والإسلام(1)

عاطف أبو زيتحار

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت أمي رحمها الله تعالى تقوم بتجهيز الفرن - التنور- قبل وضع الخبز أو الطعام فيه .. فتنظفه من الداخل وتفرغه من الرماد , وتقوم بمسح موضع وضع الطعام أكثر من مرة .. , وقبل وضع الطعام أو الخبز تقوم بتجهيزه جيدا .. , كنت أرقبها وهي تجهز الخبز فكانت تأتي بالدقيق ثم تقوم بتنظيفه من الردة أو غيرها أكثر من مرة , ثم تقوم بخلطه بالماء الدافئ , وبعض المواد التى تساعد على سرعة نضوجة مثل الخميرة وغيرها , وتجهزه جيدا وتتركه فترة قصيرة , ثم تقطعه قطعا صغيرة – أرغفة – ثم تقوم بوضعه في
التنور بعد ذلك .. , وكنا نتاوله ونحن في غاية الفرح وأتم السرور , وكثيرا ما كنا نجلس بجوارها وهي تعد لنا الطعام .. , وأثناء طهيها وتجهيزها كانت بسامة ضحاكة .. رحمها الله رحمة واسعة .. ظلت هذه الذكريات والرسائل الإيجابية بعد وفاتها باقية في أذهاننا لم تندثر مع كبر سنها ولا بوفاتها .... , منذ أيام جلست مع نفسي قليلا , فتذكرت التنور ووضع الطعام به , وعلمية تسوية الطعام ونضوجه , وتنظيفه قبل وبعد إشعال النيران به ..., وعشت مع حال مصرنا والصراع الدائر ين المشروع الإسلامي والعلماني على هوية مصر ... , وقلت ياترى من سيسرع الخطا لينضج مشروعه ويقدمه لأهل مصر قبل الآخر ..؟ هل تسبق العلمانية ورجالها , أم يسبق المشروع الإسلامي ورجاله ؟ العقل يقول: أن الذي يقدم مشروعه في صورة حسنة للعوام سيسبق في هذا الميدان ... , ولكن يقيني وعقيديت تقول لي : أن المشروع الإسلامي سيسبق بسواعد أبنائه وهمتهم وغيرتهم , لأن الزبد سرعان مايطفوا وينطفئ "أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ" الرعد
 وانكشفت الخيمة
لقد عشنا قبل الثورة في ظل حكم بوليسي قمعي أذاقنا الذل ألواناً , أمرض أجسادنا , وأجاع بطوننا , وأحزن قلوبنا , وحيّر أفكارنا , وجلد ظهورنا , وفرّق جماعتنا , وشوه سمعتنا , وأهدر كرامتنا... وَالَى عدونا وعادى صديقنا..استقبل قبلتهم وآمن بفكرتهم , وأعطى ظهره لقبلتنا وحارب فكرتنا , سرق غلتنا , واستباح بيضتنا , ونهب ثروتنا... غاب ضميره , وظهر جوره , وعلا ظلمه وفجوره.. " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)" " حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)" فلما جاءت لحظة التطليق والإبانة الكبرى بيننا وبين هذا النظام , اجتمعت أعضاؤنا , وائتلفت قلوبنا , وتراصت أبداننا , وتوحدت كلمتنا ,وارتفعت همّتنا من أجل تحقيق غايتنا , وظهرت في القسمات والفلتات والنظرات وجهتنا.... عشنا سوياً طوال أيام الثورة الماضية ثورة الخامس والعشرين من يناير أجمل لحظات وثوان ودقائق وساعات حياتنا , بعد أن دفن الجميع ذاته وتوارى تحت راية الوحدة والجماعة , فاستظل المثقف والأمي , والفقير والغني , وصاحب السيادة والمكانة والريادة والمغمور .. والمسلم والمسيحي , والشيخ والقسيس , وصاحب الفكر ومن لافكر له , والصغير والكبير , والرجل والمرأة .. استظل الجميع وتواروا تحت خيمة واحدة ..في كل الميادين والساحات والشوارع , تسمى بخيمة نحن وفعلنا وقلنا .... وقتلوا فيها أنا وفعلت وقلت .... ولكن بعد أن هدأ الغبار وانجلى الدخان ..ورُفعت الخيمة , كشفت عن معادن متعددة , ومشارب مختلفة ومتنوعة , وأمزجة وطباع في غاية الغرابة وهذه حكمة الله في خلقه .. "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ" لقد ظهر بين شرائح المجتمع المختلفة , وبين طبقات الدعاة المتعددة , وحتى بين أصحاب الفكرة الواحدة , اختلاف في المشارب والأمزجة وتباين في الآراء.. , وظهر على القمة وبدا في المقدمة من بين هذه الأمزجة والأفكار الفكرة الإسلامية ومشروعها الحضاري , في مواجهة الفكرة العلمانية ومشروعها الغربي .. وأصبحا وجها لوجه وفي سباق على صناعة حاضر مصر ومستقبلها بعد زوال هذا النظام المستبد .. , ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن بين المشروعين :
 هل أصبحت مصر مرماة في تنور ؟
 هب أن لصاً علم أن بيتاً به خزينة مجوهرات قيمة , يعرف مكانها وحجمها وقيمتها النفيسة وعلم أنه لاحيلة له إلا بنقب البيت حتى يصل إلى المجوهرات , لأن البيت محكم الغلق قوي الأسوار شاهق البنيان .. فأخذ ينقُب جداراً تلو جدار , يدمّر هنا وهناك حتى وصل إلى مجوهراته , ولمّا عاينها وجدها أجمل ممّا كان يتصور, وأقيَم مما كان يتخيل , وأكثر مما كان يتوقع ... فحملها وانصرف مسرعاً ليبني أحلامه على أكتاف ماخربه ونقضه ونهبه , وفي عالم الأحلام متسع لمن يضيق بهم الواقع... والسؤال هل سيعود إلى اعمار ماخربه ونقبه وحطمه بعد أن وصل إلى مراده وحقق حلمه؟؟؟ بالتأكيد ..لا وألف لا , لأن هذا الضمير الذي رضي بهذا الفعل القبيح , وسَطَى بهذه الطريقة لن يعود إلى اعمار ماخربه ودمّره وحطّمه .. لأن غربان الدنيا عششت وباضت وفرخت في قلبه , ونسجت عناكب الشرق والغرب خيوطها على صفحاته. بمثل ذلك سَطَى على مصرنا لصوص في السياسة والفكر والثقافة والاقتصاد .... حتى في الدين .., فهل ننتظر منهم مساهمة ومشاركة في بنائها مرة ثانية بعد أن نقَبوا جدرانها ونهبوا كنزها ومجوهراتها وحطموا أبراجها وأسوارها ..؟؟ وهل ننتظر ممن رسم صورة الكنز وكم المجوهرات وقيمتها في ذهنه وخلده , وصمم وعقد العزم على نقب الجدران المتبقية , وشرع في تجهيز معاول الهدم من أجل الوصول إلى مراده وتحقيق غايته , هل ننتظر منه مساهمة في البناء والتعمير والتشييد ؟ إنه سيُجهز على البقية الباقية من أجل تحقيق حلمه المنشود.. هذا ما نراه باديا من ذيول النظام البائد وفلوله من العلمانيين ومن يلهثون خلف الغرب .. لقد عاشت مصر حقبة سيئة في ظل حكم تنبنى العلمانية والليبرالية في حكمة فتردت مصر .. وكان هذا حالها .., وبعد الثورة الكريمة يحالو أصحاب المشروع الإسلامي الحضاري أن يعيدوا بنائها من جديد على أسس متينة , ويحاول الآخرون أن يعودوا بها إلى الوراء .. إن الكبير هو من يعيش لقضايا أمته , يبذل ويضحى ولا ينتظر جزاء منهم ولا شكوراً , يعمل ويكد ويكافح وعينه ترقب المستقبل البعيد ..., إنه يريد أن يعيش كبيراً ويموت كبيراً , بل أمنيته أن يحشر يوم القيامة بين الكبار والعظماء وفي زمرتهم بل في مقدمتهم لأن للساقة رجالها , وللميمنة رجالها , وللميسرة رجالها , وكذلك للمقدمة رجالها , كما أن للراية رجالها ..., فمن حملها وسقطت منه فليدفع بها لمن هو أقوى منه وأقدر على حمايتها ..., ولقد سقطت الراية من قبل في يد المشروع الاشتراكي والعلماني والليبرالي .. فأهنانوها, وأنزلوا من قدرها , فلنفسح المجال لمن يقدر على حملها والسير بها والدفاع عنها .., لقد حملوها من قبل وكانت الراية أكبر منهم , لأنهم حملوها وهم يسعون من أجل تكثير الصحون وملأ البطون , والنوم الطويل داخل الدور والقصور..., لقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين رجلين في الجانب التعبدي: رجل يحترق بالصلاة بعد أن اختلطت بدمه ولحمه , وربطها بالعاجل والآجل بالدنيا والآخرة , وآخر ربطها بمصلحته الفانية بالدنيا فقط ولا وزن للآخرة في عقله , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ». فرق بين من يسعى للصلاة بعد أن تحركت فيه الذاتية الفاعلة والمنفعلة على السواء , وانطلق يريد الثواب والأجر , وبين من يمشي يبغي المنفعة الدنيوية ..... فرق بين من يسعى لإعمارها لا يبغى سوى ارضاء مولاه وإراحة ضميره وشفاء صدره المكلوم من الفاسدين والمفسدين , ومن يسعى من أجل ملأ خزان وقوده واشباع رغباته وملذاته. فرق بين من يدفع الضريبة ليعطي لبلده وأهله وعشيرته .. وبين من يدفع ليقبض ... فرق بين من تلطخت يديه وبدنه وكل جوارحه بما لا ينفك عنها الا بعد تقشيرها , وهو يحاول غسلها ظاناً أنها طهُرت ونظفت .. والناس ينظرون إليه وقد علقت القاذورات القديمة ببدنه وفكره .. يجمّل حديثه ويحلّي كلامه , ويعدّل من ثيابه , ويكثر من ابتساماته والتفاتاته وحركاته خاطباً ودهم راجياً رضاهم ... متناسياً قبيح فعله فرق بين من صدعنا في ظل النظام البائد بآرائه الشاذة وفقهه المقلوب وحماقته الفكرية ورعونته الاصلاحية وعدم خروجه على حاكم الرعية ..... , وبين من أوقف حياته ونذر وقته وأوقف فكره لمقاومة الظالمين والمنحرفين مهما كان الثمن: ضرب أو اعتقال .. سلب مال أو تشريد وطرد , حتى ولو وصل الأمر إلى القتل.. فهل تستفيق الأمة من سباتها وتستيقظ من غفلتها ورقدتها وتنتبه حتى لا ترتد عليها عجلة القطار .. فرق بين بين يعمل في ظل عافية الابتلاء ومن يعمل في ظل ابتلاء العافية. إن بناء مصر والمشاركة في إعمارها وتطهيرها من الخونة والعملاء والفاسدين والمفسدين وبقايا الفلول -غلت أيديهم- لهو من أوجب الواجبات... ولكن من يشارك في اعمارها؟؟؟؟ المرحلة المقبلة في إعمار مصر وإعادة بنائها تحتاج إلى تكاتف وشراكة وتعاون وتكافل من كل المصلحين.. مصر في حاجة إلى من يحمل عنها ويحملها وليست في حاجة إلى محمول يحتاج من يحمله.. إن الممعن النظر في وضعنا الحالي يلحظ أن مجموعة تحمل سجادة كبيرة فوق رأسها تريد من الناس أن يستظلوا تحتها ويفيئوا إليها من حرارة الجو المرتفعة وبرودته القارصة .. , ومجموعة أخرى تجلس فوقها وتدلّى أرجلها لم يكتفوا بجلوسهم بل يركلونهم بأرجلهم ويقولون انضبطوا في حملكم ولا تكثروا من التفاتاتكم وحركاتكم . وهؤلاء نقول لهم احملوا مع اخوانكم في المغرم وابتعدوا عن المغنم فليس وقته ولأن الثمرة لم تنضج بعد.
يا أبناء الصحوة الإسلامية الفرقاء الأفغان ينادونكم : وحدوا صفوفكم
 تراصت صفوفهم وتوحدت كلمتهم ضد جلاء المحتل السوفيتي , ومع عملهم وأثناء جهادهم كان فيرس العدو والأيدي الخبيثة تلعب بينهم , وبمجرد أن أخرجوا الدب الروسي وقهروه , بدأ التنازع والخلاف ينتشر بينهم " وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)" وكأني بهم وهم يصرخون ويهتفون هل تسمعون أو تبصرون ما حل بنا وما نزل بأرضنا ؟؟ إن أبصرتم ورأيتم أو سمعتم ونظرتم , فإنه يراد لكم ما حل بنا وما نزل بأرضنا , فكونوا أقوياء بوحدتكم , وأعزة بدينكم وأخوتكم , كونوا على حذر من شغبهم فإنهم يشاغبون ثم يقلبون شغبهم إلى فكر , وفكرهم إلى هم , وهمهم إلى واقع , وحينها تكونوا ضعفاء تتناوشكم سهامهم , وتفرقكم أفكارهم , وتدمر صحتكم سمومهم , بسبب غفلتكم عن تطور شغبهم من الشغب إلى الواقع المر , فاستيقظوا قبل أن تحصدوا الندم والسفال والخسار.. لقد تطلعنا إلى زهرة الدنيا وتسابقنا على الإمارة ولم يتجرد البعض من الهوى , فكانت طامة أكبر من طامة أحد , ونكبة حصدت خيارنا , وقتلت أشرافنا , وحطمت زروعنا , وبددت اقتصادنا , وفتحت للعدو ثغرة لينفث سمومه بيننا .. لقد كتب التاريخ صفحات سوداء عن واقعنا الداخلي , بعد أن تنافسنا على حطام الدنيا , فهل يكتب عنكم كما كتب عنا ؟ أم تعدّلوا صفحاته وتبيّضوا كتاباته , وتضيفوا إليه جمالاً فوق جماله , وحضارة جديدة فوق حضارته , وانتصاراً جديداً بعد انتصاراتكم , وفتحاً جديداً بعد فتح بلادكم على يد عَمرو جديد بعد عُمر ؟ لا ترفعوا شعار الغفاري يوم بدر( ننهب مع من ينهب) ولكن ارفعوا شعار نبني ونعطي مع من يبني ويعطي . هل تعلمون أن تركيا كانت في ظل الخلافة الإسلامية دولة تخيف جيرانها بعزة إسلامها , وقوة إيمان شعبها .. وعندما تردّت وارتمت في أحضان الغرب , وانسلخت من هويتها , واتبعت هواها , وأعطت ظهرها لدينها بقيادة أتاتورك.. أصبحت دويلة تتسول اقتصادها من الاتحاد الأوربي تعيش على فتات اقتصاده , فلما عادت إلى إسلامها وبدأت في إزاحة الغبار عن وجهه وتزيّنت به وتوشّحت بوشاحه , ارتسمت البسمة على جبينها , وعلى جبين أمّتها وعالمها الإسلامي ومحيطها العربي , فاحْذوا حذوها , واقْتفوا أثرها , ولاترتموا في أحضان عدوكم وعدوها, فتضلوا في متاهات الحيرة وتكونوا كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران. إن تركيا عندما انسلخت وشردت وارتمت قلدت الغرب , فاقتبست العادات والتقاليد , واستُدرجت حتى أصبحت تابعا أعمى يسير خلف متبوعه على غير بصيرة ولا هدى ... وعندما عادت إلى حظيرة إسلامها أصبحت تصدر الخير ومشاعل النور إلى كل مكان.. إن الله وهبنا العقل للتفكير والتفاعل مع القضايا المثيرة للانتباه , ومن لم يحرك فكره ويقوم بتشغيل عقله وينفعل بأمور أمته ومجتمعه , فقد ألغى عقله ومحى وجوده وكيانه وذاته.. العقلاء يتحركون مع قضايا أمتهم , وينفعلون بها , يبتكرون الصالح ويقاومون الضار , يسدون الخلل ويقوّمون الاعوجاج ... يقرّبون ويسدّدون .. نسأل الله أن يحفظ مصرنا .. ولللحديث بقية مع تنور مصر وسباق المشروع الاسلامي والعلماني  Atef_200955@yahoo.com

هناك تعليق واحد:

  1. نعتذر للخلفية وان شاء الله يتم تدارك هذا في الكتابات المقبلة

    ردحذف