من بحثنا هل لك إلى صحبة الملائكة
إن الملائكة يفرحون لفرحنا ويسعدون لسعادتنا من أجل ذلك يشاركوننا في فرحتنا بالعيد مهنئين مصافحين يقول صلى الله عليه وسلم :"عَنْ سَعِيدِ بن أَوْسٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ وَقَفَتِ الْمَلائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الطُّرُقِ ، فَنَادَوْا : اغْدُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى رَبٍّ كَرِيمٍ يَمُنُّ بِالْخَيْرِ ، ثُمَّ يُثِيبُ عَلَيْهِ الْجَزِيلَ ، لَقَدْ أُمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَقُمْتُمْ ، وَأُمِرْتُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ ، وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ ، فَاقْبِضُوا جوائزكم ، فَإِذَا صَلَّوْا ، نَادَى مُنَادٍ : أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ ، فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إِلَى رِحَالِكُمْ ، فَهُوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْيَوْمُ فِي السَّمَاءِ يَوْمَ الْجَائِزَةِ".( )
وفي رواية أخرى يقول صلى الله عليه وسلم : "إذا كان يوم الفطر هبطت الملائكة إلى الأرض فيقومون على أفواه السكك ينادون بصوت يسمعه جميع من خلقه الله إلا الإنس والجن يقولون : يا أمة محمد اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ويغفر الذنب العظيم فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله عز وجل لملائكته يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله
فيقولون إلهنا وسيدنا أن توفيه أجره فيقول إني أشهدكم أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم وقيامهم رضائي ومغفرتي انصرفوا مغفورا لكم "
وفي أخبار مكة للفاكهي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" إن الجنة لتنجد وتزخرف من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان ، فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة ، تصفق ورق أشجار الجنة وحلق المصاريع ، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه ، وتجيء الحور العين حتى تقف بين يدي شرف الجنة فينادين : هل من خاطب إلى الله عز وجل فيزوجه ؟ ثم يقلن : يا رضوان ، ما هذه الليلة ؟ فيجيبهم بالتلبية ، ثم يقول : يا خيرات حسان ، هذه أول ليلة من شهر رمضان ، فتحت أبواب الجنان للصائمين من أمة أحمد صلى الله عليه وسلم قال : ثم يقول الله عز وجل : يا رضوان ، افتح باب الجنان ، يا مالك ، أغلق أبواب النار عن الصائمين من أمة أحمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، يا جبريل اهبط إلى الأرض فصفد مردة الشياطين وغلهم بالأغلال ، ثم اقذف بهم في لجج البحار حتى لا يفسدوا على أمة حبيبي صيامهم قال : ويقول الله عز وجل في كل ليلة من شهر رمضان ثلاث مرار : هل من سائل فأعطيه ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ من يقرض المليء غير المعدم ، والوفي غير المظلوم ؟ قال : ولله عز وجل في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار ، فإذا كانت ليلة الجمعة ويوم الجمعة أعتق في كل ساعة منها ألف ألف عتيق من النار ، كلهم قد استوجب العذاب ، فإذا كان في آخر شهر رمضان أعتق في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره ، فإذا كانت ليلة القدر يأمر جبريل عليه السلام فيهبط في كبكبة ( جماعة ) من الملائكة إلى الأرض ومعه لواء أخضر ، فيركز اللواء على ظهر الكعبة ، وله ستمائة جناح ، منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر ، فينشرهما تلك الليلة فيجاوزان المشرق والمغرب ، ويبث جبريل عليه السلام الملائكة في هذه الأمة ، فيسلمون على كل قائم وقاعد ، مصل وذاكر ، ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر قال جبريل عليه السلام : يا معشر الملائكة ، الرحيل الرحيل فيقولون : يا جبريل ، ما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة أحمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول عليه السلام : إن الله عز وجل نظر إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وهؤلاء الأربعة : مدمن خمر ، وعاق والديه ، وقاطع رحم ، ومشاحن ) قيل : يا رسول الله ، وما المشاحن ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( المصارم ) فإذا كانت ليلة الفطر سميت تلك الليلة الجائزة ، فإذا كان غداة الفطر يبعث الله عز وجل الملائكة فيمضون في الأرض ، فيقومون على أفواه السكك ، فينادون بصوت يسمعه جميع خلق الله تعالى إلا الجن والإنس ، يقولون : يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ويغفر العظيم فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله عز وجل للملائكة : يا ملائكتي ، ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ؟ قال : تقول الملائكة : إلهنا وسيدنا ، جزاؤه أن يوفى أجره قال جل وعلا : فإني أشهدكم أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضاي ومغفرتي ويقول : يا عبادي ، سلوني ، فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكموه ، ولا لدنياكم إلا نظرت لكم ، وعزتي لأسترن عليكم عثرتكم ما راقبتموني ، وعزتي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الحدود ، انصرفوا مغفورا لكم ، قد أرضيتموني ورضيت عنكم قال : فتفرح الملائكة وتستبشر بما يعطي الله هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان " ( )
إنه لقاء في أجمل ساعات ومواسم العطاء والمنح والهدايا، فلنتطيب ولنستعد حيث يستقبلوننا ويصافحوننا وكلهم بشر وفرح ولنتصور سلامهم ومصافحتهم وسعادتهم بنا أثناء خروجنا إلى مصلانا وعودتنا منه، ولنحرص على مصافحة أكبر عدد منهم فنذهب إلى المصلى من طريق ونعود من طريق آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق