بقلم الشيخ/عاطف أبو زيتحار
من يرضى لنفسه أن يسبق إبليس في شره وهو يظن أنه يخدم الإسلام بأفعال ما أنزل الله بها من سلطان يتهم هذا مرة ويهجوا آخر يقاطع هذا ويخاصم ذاك... ويهدم صرحا أريقت من أجل بنائه الدماء وأنهكت الأموال .... وعلّته أنني أخاصم من أجل دعوة الله أي دعوة هذه التي تدعوا إلى القطيعة ؟ والتراشق والسباب ؟ وأي معصية مهما علت بعد التوبة منها يدعونا لنظرة الاشمئزاز إلى فاعلها ؟
ورد في قصص الأدب الرمزي الصوفي أن إبليس عليه لعنة الله طرق الباب على فرعون فقال فرعون من بالباب ؟ فرد إبليس قائلا : يا ملعون تقول أنا ربكم الأعلى ولا تعرف من بالباب !!!فعرفه فرعون فقال ادخل يا لعين فلما جلسا سأله فرعون هل تعلم من هو شر مني ومنك ؟ أنت عصيت الله ولم تسجد لآدم وأنا قلت ما علمت لكم من إله غيري ؟ فقال له إبليس شر مني ومنك من أتاه أخوه معتذرا فلم يقبل عذره
وروى البيهقي في شعب الإيمان قال
: أنشدنا أبو عبد الرحمن السلمي ، أنشدني محمد بن طاهر الوزيري ، أنشدني المطرفي لبعضهم : ( اقبل معاذير من يأتيك معتذرا إن بر عندك فيما قال أو فجرا فقد أطاعك من أرضاك ظاهره وقد أضلك من يعصيك مستترا )
وروى الطبراني بإسناده عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عفوا تعف نساؤكم ، وبروا آباءكم يبركم أبناؤكم ، ومن اعتذر إلى أخيه المسلم من شيء بلغه عنه فلم يقبل عذره لم يرد علي الحوض )
لن يشرب لأنه حرم أخوه من ري البسمة ومن ترطيب قلبه بها ، فحرمه الله من ترطيب بدنه بالشرب من يد النبي صلى الله عليه وسلم والجزاء من جنس العمل
وروى البيهقي في شعب الإيمان عن جابر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( من اعتذر إلى أخيه فلم يعذره أو يقبل عذره كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس )
المكس : الضَّريبَةُ التي يأخذُها الماكِسُ، وهو العَشَّارُ الذي يأخذ عشر الأموال كضرائب.
فسامحوا إخوانكم وأقبلوا على دعوتكم وتفانوا في خدمتها وضحوا من أجل نصرتها ، ولا تقفوا عند سفاسف الأمور فتضلوا في متاهاتها فأنتم بدعوتكم أكبر من ذلك
يقول بن مازن : المؤمن يطلب معاذير إخوانه والمنافق يطلب عثراتهم
والشعبي يقول: إن كرام الناس أسرعهم مودة وأبطؤ هم عداوة مثل الكوب من الفضة يبطيء الانكسار ويسرع الإنجبار وإن لئام الناس أبطؤهم مودة وأسرعهم عداوة مثل الكوب من الفخار يسرع الانكسار ويبطئ الإنجبار
يقول الفضيل: الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان
ويوصي ابن العربي قائلا : تناسى مساوئ الإخوان يدم لك ودهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق