العرض وكسر الإرادة

عاطف أبو زيتحار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن قيمة العرض عندنا غالية , ومنزلته رفيعه نستقي ذلك من شريعتنا التي نسجت خيوطها , وشيدت أبراجها وأسوارها الشديدة المحكمة حوله من كل مكان , فحرمت النظر , والخلوة , وأمرت المرأة بعدم الخضوع في القول , وعدم التعطر أو التزين إلا بسلطان الشريعة , وأمرتها بالحجاب , وعدم السفر إلا مع محرم , وأمرت الرجل بالغيرة على أهله .., روى
البيهقي بسنده عن زيد بن أسلم قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : "إن الغيرة من الإيمان , وإن المذاء من النفاق , والمذاء الديوث" لقد عدت الشريعة الحفاظ على العرض مقصدا من أسمى مقاصدها , وهدفاً من أعلى وأغلى أهدافها .., يقول صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع :" « .. فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا .. ) رواه البخاري
أعداء المسلمين يعرفون قيمة العرض عندنا:
 رأينا أفعال الأعداء الخسيسة أثناء حروبهم ضد المسلمين , وأثناء احتلالهم لبلادهم وسيطرتهم على خيراتهم ومقدراتهم , رأيناهم قديماً في الحروب الصليبية ورأيناهم حديثاً في العراق والبوسنة والهرسك , رأينا الحرائر في سجن أبوغريب وهن يصرخن وينادين:أن اقتلونا فلم يعد للحياة قيمة في نقوسنا بعد اعتقالنا وتعذيبنا واغتصابنا.., ورأيناهم في البوسنة وهن يبعثن بالرسالة تلو الرسالة للرجال يحركون نخوتهم ورجولتهم ويستنهضون هممهم وغيرتهم , تقول إحداهن : إلى إخواني المجاهدين ، اكتب لكم هذه الرسالة بمداد دمعات عيوني وألم يعتصر قلبي وذكرى شنيعة لا تفارق مخيلتي ….اكتب لكم هذه الرسالة بعد أن نجاني الله من ألم الأسر عند أعدائه الصرب ….اكتب لكم هذه الرسالة والآلاف من المسلمات يرزحن تحت نير الجلاد الصربي….لا أعلم من أين أبدأ الحديث يا حماة الإسلام …ولكني سأبدأ … أسرت مع من أسر من قريتنا حين دخلها الصرب من كل مكان فكانوا يقتلون الرجال ويضربون الأطفال ويسبون النساء …كانت ليلة من أعظم الليالي التي مرت علينا كان الجنود الصرب يقوموا بأبشع أنواع الضرب والحقد والألفاظ القذرة التي تدل على نياتهم القبيحة قبح أفعالهم حتى وصلنا إلى مكان رهيب ممتلئ بالجنود الصرب وكل يهدد ويتوعد ونحن المسلمات النساء الصغيرات قد غصت بنا الحافلات وادخلونا داخل هذا المعسكر والذي كان معسكرا كبيرا للاعتقال …. وأما عن المعاملة فلا تسل , وأما عن البرنامج فيبدأ مع طلوع الفجر حيث يقوموا بإيقاظنا من النوم وحمل نصفنا على الشاحنات إلى الجبهة حيث نقوم بحفر الخنادق للصرب وتقطيع الأشجار والحطب وجلب الماء من الأماكن البعيد وحين يخيم الليل بظلامه يقوموا بإرجاعنا إلى المعسكر …وليت الأمر يقف على ذلك …..حيث إذا رجعنا قام الضباط الصرب بإنتقاء المسلمات وأخذهن إلى حفلة له ورفاقه بها الخمر ويقوم الكلاب الصرب بإغتصابنا وبكل وحشيه حتى يتناوب على الفتاة المسلمة أكثر من رجل وهم يسبون الإسلام والمسلمين…… عذرا إخواني المجاهدين لا أستطيع ان أكمل لكم المأساة وقد سمعت أنكم ستقومون بمعركة كبيرة على الصرب…فأناشدكم الله وسألتكم بالله ان تأخذوا بحقنا من هؤلاء الصرب المجرمين وأن تنتقموا لنا منهم وأن تريهموهم عزة المسلم وأخذه بالثأر لعرضه و…,….و…) نعم رأينا وسمعنا كثيرا عن اعتقالهن وجرائم الاحتلال معهن .. إن المحتل الغاصب فعل ذلك بحرائرنا لأنه يعلم قيمة العرض عندنا .., يعلم أننا عندما نصاب في أعراضنا فإننا ننكسر وتنكسر معنا إرادتنا , وتنحني أعناقنا وجباهنا فيسهل السيطرة علينا .. وإن ما يفعله الانقلابيون اليوم في بلادنا مع حرائرنا من إهانة واعتقال وسب ونزع خمار ونقاب يشبه في حد كبير ما فعله المحتل مع المسلمات في البوسنة وغيرها ... ونحن نقول لهم بأعلى أصواتنا: - لقد انتصر البوسنيون على الصرب ولم تنكسر إرادتهم رغم مآسيهم واعتقال حرائرهم لأن وعد الله لا يخلف , وأنتم مهما فعلتم فلن تكسروا إرادتنا باعتقالكم لحرائرنا فلسنا البوسنة وإن قلدتم الصربا.
 يا أشباه الرجال تعلموا الرجولة من أبي دجانة رضي الله عنه:
 قال له الزبير بن العوام رضي الله عنه بعد الانتهاء من وقعة أحد : يا أبا دجانة كل صنيعك اليوم أعجبني غير أنك لم تقتل المرأة - يقصد هند بنت عتبة عندما لاحقها فنادت يالصخر فلم يجبها أحد ..- فقال له معلماً حسن خلق المقاتل في ساحة الجهاد: إنها نادت يالصخر فلم يجبها أحد فكرهت أن أضرب بسيف رسول صلى الله عليه وسلم امرأة لا ناصر لها .. - هند التي قتلت حمزة ومضغت كبده.. - هند التي حرضت على قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهجته ووضعت الأذى في طريقه.. - هند التي حرضت المشركين على الخروج في أحد .. - هند زوج أبي سفيان هند بنت عتبة حدث عن أذاها للنبي ولأصحابة ولا حرج .. ولكن الرجال يعرفون قيمة حمل السلاح "بحقه " من يأخذ هذا السيف بحقه ؟" قال أبو دجانة أنا آخذه بحقه فما حقه ؟ قال صلى الله عليه وسلم :"أن تضرب به العدو حتى ينحني " إن هند تدخل تحت دوائر "حقه" , ولكن رجولته أبت عليه أن يدنسها , أو يدنس سيف رسوله صلى الله عليه وسلم بقتلها بعد أن صرخت ونادت على زوجها فلم يجبها..!! أين هذا من رجال شرطتنا وجيشنا وهم يعتقلون أخواتنا وأمهاتنا ويروعون بناتنا ؟ أين هؤلاء الذين غاب وعيهم وفقدوا ضمائرهم وعقولهم ونخوتهم ورجولتهم ليقرأو هذه المواقف لعلهم ان يستفيقوا وأن يعودوا إلى رشدهم ووعيهم؟ هل استخدمت سلاحك بحقه فوضعته في وجه العدو الحقيقي على الحدود أم أنكم أسود على حرائرنا وأشبالنا وزهراتنا نعاج أمام أعدائنا ؟ أقول لأشباه الرجال في الجيش والشرطة : - عيب وعار عليكم أن تفعلوا هذا بحرائرنا لأن التاريخ سيكتب أفعالكم القبيحة وسيتلوها على الأجيال المقبلة . - لا تنسوا كما تدين تدان .. كما فعلت مع أختى وأمي وابنتي من إهانة واعتقال وضرب سيفعل بك قريباً غير بعيد وعاجلاً غير آجل , وعلى الباغي تدور الدوائر نسال الله أن يلهمكم الرشد والعقل .. وأن يفك أسر إخواننا وأخواتنا آمين آمين.
 أبو جهل يصرخ فيكم فهل تسمعون؟
عندما رأيت ضابطا في الأسكندرية يمسك بنقاب أختي , وآخر في رمسيس يعتقل أمي , وآخر في شرق البلاد وغربها يعذب ابنتي الطالبة ثم يعتقلها ..؛ كدت أقول لأبي جهل :رحمك الله , ولكني استدركت وعدت سريعا مع طنين كلماته في أذني وهو يستصرخ القوم : أن عار عليكم فعلكم هذا . لقد كان أبو جهل أرجل منهم لأنه عندما ضرب أسماء فأطار قرطها استحى وخاف أن يعيره العرب بفعلته القبيحة وقال لمن معه من المشركين: لايتكلمن أحدكم بما رآه "بصفعي لبنت أبي بكر على خدها..!" حتى لاتتحدث العرب أن عمرو بن هشام قد صفع امرأة ..! فيا أشباه الرجال : - تعلموا الرجولة من أبي جهل فهو أرجل منكم رغم كفره وعناده.. - تعلموا منه فلقد تعارفت قلوبكم وائتلفت أبدانكم معه - تعلموا منه فلعل كلمات الزبير لأبي دجانة لم تلبغكم ولم تصل بعد إلى قلوبكم وعقولكم..ولعل موقف الأخير مع هند بنت عتبه في يوم أحد لم يؤثر فيكم لتناكر قلوبكم مع قلبه . نسال الله لكم الهداية.
ولذلك نقول : لن تكسروا إرادتنا باعتقالكم حرائرنا فلسنا البوسنة وإن قلدتم الصربا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق