بقلم/ عاطف أبو زيتحار
بعيداً عن العواطف والمشاعر التي تغلف الأمور وتسطح المشاكل لابد من وضع آليات للمحاسبة لمن يضع أموال الدعوة في غير موضعها ومصرفها , أو يبذر فيها ويسرف في إنفاقها.
زرنا بعض الأخوة يوماً في بيته , فوجدنا عنده مجموعة نسخ من كتاب واحد , كان ينبغي أن يقوم بتوزيعه بين أصدقائه وأحبابه والدوائر المحيطة به , ولكنه لم يفعل , ومر على ذلك أشهر والكتاب في مكانه , فسألناه لماذا لم تقم بتوزيع هذه النسخ ؟ فقال لنا : بعد انتهاء الدورة البرلمانية 2005/2010 حدث جدل كبير حول نشر إنجازات نائب من الإخوان تحت قبة البرلمان في كتيب صغير , وانقسم الناس تجاهه إلى قسمين ما بين مؤيد ومعارض , من أيد الفكرة نظر إلى
وجه من وجوه المكعب , أنه لربما لا تتكرر هذه التجربة , ولابد من إبراز إنجازاتنا للناس حتى يقرءوا عنا ماداموا لم يروا إنجازاتنا, ومن بين هؤلاء من تحركت فيه عاطفته وسبقت عقله , بل سيطرت عليه واندفع ليؤيد الطباعة والنشر , ووقف المعارض وقرأ الوجه الآخر من المعكب وقال البيئة التي نعيش فيها لا تحب هذا اللون فهي تؤمن بالسماع والنظر أكثر من القراءة , ثم إن التكلفة عالية تتعدى العشرين ألف جنيه , وبالرغم من ذلك فإن من لم يأخذ نسخة سيتأثر سلباً, وفوق ذلك الوقت قصير , والأمر يحتاج إلى دقة في الكتابة وإلى تشكيل لجنة مختصة تقوم بالأمر على أكمل وجه , ولكن مع إصرار الفريق الأول وحماسته ومشاعره العالية غلب أمرهم أمر من عارض الفكرة , وتم سلق الكتيب في مطبعة , وأنفقت عليه مبالغ كبيرة , وخرج في صورة سيئة بل تكررت موضوعات البيئة في الأوقاف , وانفصلت الجمل , وأصبحت كل جملتين كعيني الأحول كل واحدة تنظر في اتجاه بعيداً عن الأخرى , واختلفت التراكيب , واختلت المعاني , وتحولت أسطر الكتاب إلى كوكتيل مختلف الطعم والمذاق , مزج مرةً بحلوٍ ومرةً بمرٍ , مرة ترتفع ملوحته ومرة تنعدم......... وحدث من هذا النوع ولا حرج .
لقد لا حظت نقاط ضعف فوق ما سبق , ففي المقدمة على سبيل المثال لا الحصر ,في ص 5 تجدها غير مترابطة ومفككة , وكل جملة بعيدة عن أختها , تلهث خلفها تريد أن تصل , ولكن قتل من كتبها مرادها وبعثر جهدها وحاول أن يقرب بينها بحذف الفواصل الإملائية بعد أن نفدت قوتها وضعفت بنيتها , لقد أخرجت الجمل لسانها عندما قال في كلماته معبراً عن نفسه : وهي أمانة كبيرة أخذت أعمل بها ليل نهار على الوفاء بها وأني أعلم أنكم أعطيتم ثقتكم هذه لمشروع الإسلام هو الحل ..... , وهكذا بقية الجمل التي شكت إلى سيبويه وإخوانه بعد أن تعبت تريد أن تلحق ولكنها انقطعت في وسط الطريق وانفرط عقدها ..ثم جاءت الخاتمة لتعبر عن مكنون اليأس في داخل الخطاب , وكأني بإنسان يحمل حملاً ثقيلاً يتمنى الوصول إلى نهاية الطريق حتى يضع حمله عن كاهله بعد أن أثقله وأرهقه , فانقطع جهده وخارت قواه فألقاه في وسط الطريق .....وشكراً... كلمة قالها في نهاية حديثه لم أجد لها حبلا ً يصلها بسابقتها ,لقد انقطع الحبل فانفرطت الحبات , وتبعثرت في كل مكان ولو لجأ إلى فحل لينظم الحبات لكان أفضل وأولى.... , صورة الورق الرديئة التي تحتاج الى مجهر دقيق حتى يبين لك الكلمات والأخطاء المتكررة , وكان الختام ختاماً جرائدياً , صفحات سوداء غير واضحة المعالم تحت عنوان النائب في عيون الصحافة, تنظر فتجد صفحات غير واضحة ,وكلمات انطمست ولم يعد لها مكان , وإذا ما قرأت المواقف واللمسات الإنسانية يحزن قلبك وتنقطع نياطه , لأن من كتب اللمسات لم يكن حانيا , فقلب الجمل التي من بينها :حيث أتت النيران على منازلهم ومشياتهم , وفوق كل ذلك تكرار الانجازات , فمثلاً على سبيل العد لا الحصر: انجاز البيئة تكرر في الأوقاف .
لقد تكلف الكتاب على حد علمي أكثر من عشرين ألفاً دفعت من مال الدعوة .
فقلنا له بعد صمت طويل: كفى أخي لقد شرحت الكتاب من أوله إلى آخره , إن الناقد طبيب معه مشرط فإياك والغلو, ولكن أخي كان ينبغي عليك رغم كل ما ذكرت أن تقوم بتوزيع هذه النسخ التي أوكلت إليك من باب الأمانة حتى ولو كانت رديئة في جودتها .
وقلت لنفسي هذا أمر يحتاج إلى محاسبة ومراجعة ووضع آلية جديدة بعيداً عن العواطف والمشاعر .
إننا نؤمن من أعماقنا بأن الجهاز المركزي للمحاسبات في دعوة الله عز وجل هو الضمير الحي والقلب النابض الذي بايع ربه وعاهده على الوفاء لها , إننا نعيش مع التصرف في مال الدعوة وفي خلدنا "من اقتطع مال امريء مسلم بغير حق فقد أوجبت له النار وحرمت عليه الجنة " هذا فرد فما بالنا بمن اقتطع جزءاً من مال الدعوة ووضعه في غير موضعه؟.
والسؤال الذي يطرح نفسه : مالمانع أن يكون للجهاد المالي لجنة كلجنة التربية والنشر والطلبة والبر والأخوات ....تزاحم أخواتها كتفاً بكتف وذراعاً بذراع , لها هياكلها كغيرها مختصة بمعرفة دخل الفرد وجمع الجهاد ووضعه في مواضعه المحددة له .ساعتها سنخفف من الأعباء , وسنوضح كثيراً من غوامض الأمور , وهذه اللجنة ينبغي أن تكون في المقدمة لا في المؤخرة , فبها سيعرف الجهاد المالي الذي يزاحم الجهاد النفسي , ويمشي بجواره في كل مكان .
بعيداً عن العواطف والمشاعر التي تغلف الأمور وتسطح المشاكل لابد من وضع آليات للمحاسبة لمن يضع أموال الدعوة في غير موضعها ومصرفها , أو يبذر فيها ويسرف في إنفاقها.
زرنا بعض الأخوة يوماً في بيته , فوجدنا عنده مجموعة نسخ من كتاب واحد , كان ينبغي أن يقوم بتوزيعه بين أصدقائه وأحبابه والدوائر المحيطة به , ولكنه لم يفعل , ومر على ذلك أشهر والكتاب في مكانه , فسألناه لماذا لم تقم بتوزيع هذه النسخ ؟ فقال لنا : بعد انتهاء الدورة البرلمانية 2005/2010 حدث جدل كبير حول نشر إنجازات نائب من الإخوان تحت قبة البرلمان في كتيب صغير , وانقسم الناس تجاهه إلى قسمين ما بين مؤيد ومعارض , من أيد الفكرة نظر إلى
وجه من وجوه المكعب , أنه لربما لا تتكرر هذه التجربة , ولابد من إبراز إنجازاتنا للناس حتى يقرءوا عنا ماداموا لم يروا إنجازاتنا, ومن بين هؤلاء من تحركت فيه عاطفته وسبقت عقله , بل سيطرت عليه واندفع ليؤيد الطباعة والنشر , ووقف المعارض وقرأ الوجه الآخر من المعكب وقال البيئة التي نعيش فيها لا تحب هذا اللون فهي تؤمن بالسماع والنظر أكثر من القراءة , ثم إن التكلفة عالية تتعدى العشرين ألف جنيه , وبالرغم من ذلك فإن من لم يأخذ نسخة سيتأثر سلباً, وفوق ذلك الوقت قصير , والأمر يحتاج إلى دقة في الكتابة وإلى تشكيل لجنة مختصة تقوم بالأمر على أكمل وجه , ولكن مع إصرار الفريق الأول وحماسته ومشاعره العالية غلب أمرهم أمر من عارض الفكرة , وتم سلق الكتيب في مطبعة , وأنفقت عليه مبالغ كبيرة , وخرج في صورة سيئة بل تكررت موضوعات البيئة في الأوقاف , وانفصلت الجمل , وأصبحت كل جملتين كعيني الأحول كل واحدة تنظر في اتجاه بعيداً عن الأخرى , واختلفت التراكيب , واختلت المعاني , وتحولت أسطر الكتاب إلى كوكتيل مختلف الطعم والمذاق , مزج مرةً بحلوٍ ومرةً بمرٍ , مرة ترتفع ملوحته ومرة تنعدم......... وحدث من هذا النوع ولا حرج .
لقد لا حظت نقاط ضعف فوق ما سبق , ففي المقدمة على سبيل المثال لا الحصر ,في ص 5 تجدها غير مترابطة ومفككة , وكل جملة بعيدة عن أختها , تلهث خلفها تريد أن تصل , ولكن قتل من كتبها مرادها وبعثر جهدها وحاول أن يقرب بينها بحذف الفواصل الإملائية بعد أن نفدت قوتها وضعفت بنيتها , لقد أخرجت الجمل لسانها عندما قال في كلماته معبراً عن نفسه : وهي أمانة كبيرة أخذت أعمل بها ليل نهار على الوفاء بها وأني أعلم أنكم أعطيتم ثقتكم هذه لمشروع الإسلام هو الحل ..... , وهكذا بقية الجمل التي شكت إلى سيبويه وإخوانه بعد أن تعبت تريد أن تلحق ولكنها انقطعت في وسط الطريق وانفرط عقدها ..ثم جاءت الخاتمة لتعبر عن مكنون اليأس في داخل الخطاب , وكأني بإنسان يحمل حملاً ثقيلاً يتمنى الوصول إلى نهاية الطريق حتى يضع حمله عن كاهله بعد أن أثقله وأرهقه , فانقطع جهده وخارت قواه فألقاه في وسط الطريق .....وشكراً... كلمة قالها في نهاية حديثه لم أجد لها حبلا ً يصلها بسابقتها ,لقد انقطع الحبل فانفرطت الحبات , وتبعثرت في كل مكان ولو لجأ إلى فحل لينظم الحبات لكان أفضل وأولى.... , صورة الورق الرديئة التي تحتاج الى مجهر دقيق حتى يبين لك الكلمات والأخطاء المتكررة , وكان الختام ختاماً جرائدياً , صفحات سوداء غير واضحة المعالم تحت عنوان النائب في عيون الصحافة, تنظر فتجد صفحات غير واضحة ,وكلمات انطمست ولم يعد لها مكان , وإذا ما قرأت المواقف واللمسات الإنسانية يحزن قلبك وتنقطع نياطه , لأن من كتب اللمسات لم يكن حانيا , فقلب الجمل التي من بينها :حيث أتت النيران على منازلهم ومشياتهم , وفوق كل ذلك تكرار الانجازات , فمثلاً على سبيل العد لا الحصر: انجاز البيئة تكرر في الأوقاف .
لقد تكلف الكتاب على حد علمي أكثر من عشرين ألفاً دفعت من مال الدعوة .
فقلنا له بعد صمت طويل: كفى أخي لقد شرحت الكتاب من أوله إلى آخره , إن الناقد طبيب معه مشرط فإياك والغلو, ولكن أخي كان ينبغي عليك رغم كل ما ذكرت أن تقوم بتوزيع هذه النسخ التي أوكلت إليك من باب الأمانة حتى ولو كانت رديئة في جودتها .
وقلت لنفسي هذا أمر يحتاج إلى محاسبة ومراجعة ووضع آلية جديدة بعيداً عن العواطف والمشاعر .
إننا نؤمن من أعماقنا بأن الجهاز المركزي للمحاسبات في دعوة الله عز وجل هو الضمير الحي والقلب النابض الذي بايع ربه وعاهده على الوفاء لها , إننا نعيش مع التصرف في مال الدعوة وفي خلدنا "من اقتطع مال امريء مسلم بغير حق فقد أوجبت له النار وحرمت عليه الجنة " هذا فرد فما بالنا بمن اقتطع جزءاً من مال الدعوة ووضعه في غير موضعه؟.
والسؤال الذي يطرح نفسه : مالمانع أن يكون للجهاد المالي لجنة كلجنة التربية والنشر والطلبة والبر والأخوات ....تزاحم أخواتها كتفاً بكتف وذراعاً بذراع , لها هياكلها كغيرها مختصة بمعرفة دخل الفرد وجمع الجهاد ووضعه في مواضعه المحددة له .ساعتها سنخفف من الأعباء , وسنوضح كثيراً من غوامض الأمور , وهذه اللجنة ينبغي أن تكون في المقدمة لا في المؤخرة , فبها سيعرف الجهاد المالي الذي يزاحم الجهاد النفسي , ويمشي بجواره في كل مكان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق