أيها المحرض على دمي وعرضي لا تلومني إذا لقيتك فتصرفت معك تصرفا لم تعهده مني.

عاطف أبو زيتحار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعودنا في جلساتنا العرفية أننا نجلس فنسمع من كل فريق شكواه .., وبعد أن يقص علينا كل فريق ما أغضبه من الآخر ... نخلوا لنصدر حكمنا .., وأثناء تداولنا .. نكتشف في كثير من جلساتنا أن رأس المشكلة ,وأساسها المحرض فلان .., والخائن فلان الذي نقل الكلام بطريقة خاطئة .. وزاد عليه , وحرف فيه.. فنحكم بين الفريقين ونحذر من المحرضين والخائنين ...., بعد أسبوع لربما التقينا بالأخوين , فنسأل : كيف حالكما ؟ فيقولون : الحمد لله .. كانت فتنة , لعن الله من بذرها وحرض عليها ... والله نرى وجوه من حرض على الفتنة وأشعلها بيننا تكسوها الغبرة , وتعلوها القترة كلما رأونا نسير إخوة متحابين .. عليهم من الله ما يستحقون..
هذا حال الخائن الذي بث الفرقة بين عائلتين أو أسرتين أو رجلين...., يعيش بعد الصلح خائب الرجا , أسود الوجه , منبوذا مكروهاً.. 
وعلى شاكلته يسير المحرض على دم إخوانه في وسائل الإعلام , وعلى أهل بلدته مثل رجال الأعمال , وعلى إخوانه في العقيدة مثل الأحزاب السياسية كالنور وغيره  .., لست أدري كيف يكون حال كل هؤلاء الذين حرضوا على العنف تجاه أبناء وطنهم , وفرحوا وسعدوا كلما رأوهم يطاردون , ويعذبون , ويعتقلون , ويقتلون , وتصادر أموالهم...؟
كم مرة اتصلوا أفرادا وجماعات محرضين على القبض عليهم كلما رأوهم هنا يكتبون .., وفي الشارع يسيرون , وفي تجارتهم , ومصانعهم يكدون .. وفي محاريبهم يتعبدون..., ومع أبنائهم يسيرون..
لست أدري بأي وجه يسير هذا المحرض الكاذب الخائن بين الناس بعد أن يتصالح الأخوة والأشقاء , وأبناء العمومة في مصرنا ..؟ لست أدري كيف ألقاه في الشارع وقد حرض على قتلي وقتل أبي وأخي وابن عمي وجاري ؟ لست أدري كيف ألقاه ... بعد أن سخر مني طويلاً , وعيرني بثقافتي الأزهرية الوسطية , وسخر من عمامتي , وهدي الظاهر وفكرتي التي أحملها في عقلي ؟ لست أدري كيف ألقاه بعد أن رأيت الشماتة بادية على قسماته , وفلتاته , وبريق عينيه .., كلما رآني مستضعفاً .., مطاردا ؟ على ما أعتقد أنني سألقاه .., مستبشر الوجه , فرحا ًمسروراً بعد أن ظهرت برائتي أمام إخوتي ..وأبناء عمومتي وجيراني , سألقاه كما كنت قبل شدتي وشعاري معه :"لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم.." سألقاه ولكني لن أعتب عليه ... لأنه لا يستحق العتاب ... فكم تدنت منزلته, وذهبت كرامته , يوم أن حرض على قتلي ومصادرة مالي.. هذا عن نفسي ..
أما عن أخي وجاري الذي حدث معه مثل الذي حدث معي , فلست أدري ماذا سيفعل معه ؟ هل سيقتص منه ؟ أم هل سيسامحه ويعفو عنه؟ في كل الأحوال الأمر إليه ...
 وأخيرا
 ليت هذا المحرض الخائن يعي قبل فوات الأوان , فيذهب إلى من بث الفرقة بينهم , أو حرض عليهم , ويعلنهم ويصارحهم : أنني حرضت عليكم , فها أنذا بين أيديكم أسألكم العفو والصفح ..
 أيها المحرض لتعلم أنني يوما ما سأتصالح مع أخي وأعانقه وسيخبرني بما قلت في حقي؟ وساعتها لا تلومني إذا لقيتك فتصرفت تصرفاً لم تعهده مني... تذكر تلك اللحظة جيداً واعلم أن العفو منحة .., لربما نزعت مني حتى آخذ بحقي منك..
نسأل الله أن يبعد عنا الشر والأشرار .
atef zethar

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق