عاطف أبو زيتحار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتقى الرواد مجموعة من بينهم وكلفوهم بإبلاغ الإدارة عن عدم رغبتهم في هذا الإمام الذي قضى في مسجد حيهم وقتاً كافياً ,وأنه لم يعد لديه القدرة على التجديد ..
, فعلم الإمام بما يدبرونه , فانتقى هو الآخر مجموعة من الدوائر المحيطة به وكلفهم الذهاب إلى الإدارة , وإبلاغها رغبتهم في استكمال مسيرته ورسالته , وأنه محبوب من رواده , وأن هؤلاء حاقدون مارقون..
كنت شاهداً على الموقف .., فأرسلت إلى أخي رسالة بعد أن علمت أنه قضى في المسجد ما يقرب من سبع سنوات عجاف .., جاء فيها :
كنت شاهداً على الموقف .., فأرسلت إلى أخي رسالة بعد أن علمت أنه قضى في المسجد ما يقرب من سبع سنوات عجاف .., جاء فيها :
أيها الداعية :
لتعلم أنك لست على حلبة مصارعة , فإذا ما كسبت الجولة فزت بالحزام , أو إستاد كرة .., فإذا ما فزت أنت وفريقك ربحت الكأس , وإنما في محراب علم ودعوة تبحث فيه عن قلوب وليس عن مواقف وجولات .
أيها الداعية :
لقد تعلمنا في الأزهر الشريف , ونبت لحم عقلنا بين جدران معاهده وجامعاته , تعلمنا على أيد أساتذة كرام وعلماء أجلاء , لم يبخلوا علينا يوماً بما لديهم من علم وثقافة ....
عشنا ست سنوات في المرحلة الابتدائية , وثلاث سنوات في المرحلة الإعدادية , وأربع سنوات في المرحلة الثانوية , وأربع سنوات في الجامعة ,وما زلنا ندرس ونتعلم من أساتذتها حتى اليوم .., وخلال دراستنا في الأزهر الشريف كنا نمارس الخطابة وإلقاء الدروس وتحفيظ القرآن في المساجد , حتى تم تكليفنا رسمياً من قبل وزارة الأوقاف بالإمامة والخطابة والتدريس...
ومن خلال عملنا في المساجد وانتقالنا من قرية لأخرى ومن مركز لآخر تبين لنا أن دراستنا في أروقة الأزهر الشريف خلال مراحل التعليم المختلفة .. يختلف تماماً عن العمل في الأوقاف داخل المساجد , فالأستاذ الذي درس لي في الصف الأول الابتدائي رأيت غيره في الصف الثاني الابتدائي , والذي درس لي في الصف الثالث الابتدائي لم أره في الصف الثالث الإعدادي , والذي درس لي الفقه الحنفي في الصف الثاني الإعدادي لم يدرس لي الفقه في الصف الثاني الثانوي , والذي لقنني وعلمني التجويد في المرحلة الثانوية لم يلقنني علوم القرآن في الجامعة .., وهكذا وجدت في كل مرحلة متخصصون بارعون استطاعوا أن يخاطبوا عقولنا في كل مرحلة بما يناسبنا ..
لقد رأيت أستاذا متخصصا في الفقه وأصوله , واستمعت إلى آخر في التفسير وعلومه , وثالث في السنة ومصطلحها , ورابع في اللغة وآدابها .., وهكذا , أما في الأوقاف فنحن من يدرس الفقه , ويشرح الحديث , ويفسر القرآن , ويؤول المتون , اليوم فوق المنبر نهز أعواده , وغدا نلقي درسا في الفقه , ومع كل آذان في المحراب نؤم الناس .. أصعد المنبر لأخطب فأجد نفس الوجه الذي حدثته بحديث النبي – صلى الله عليه وسلم – بالأمس , ألقي خاطرة الفجر فأجد نفس القسمات التي نظرت إليها في درس المغرب وهكذا..
لقد رأيت أستاذا متخصصا في الفقه وأصوله , واستمعت إلى آخر في التفسير وعلومه , وثالث في السنة ومصطلحها , ورابع في اللغة وآدابها .., وهكذا , أما في الأوقاف فنحن من يدرس الفقه , ويشرح الحديث , ويفسر القرآن , ويؤول المتون , اليوم فوق المنبر نهز أعواده , وغدا نلقي درسا في الفقه , ومع كل آذان في المحراب نؤم الناس .. أصعد المنبر لأخطب فأجد نفس الوجه الذي حدثته بحديث النبي – صلى الله عليه وسلم – بالأمس , ألقي خاطرة الفجر فأجد نفس القسمات التي نظرت إليها في درس المغرب وهكذا..
أخي الداعية :
تعلم أن الابتدائية الأزهرية ست سنوات ,والإعدادية ثلاث سنوات ,والثانوية ثلاث سنوات, والجامعة أربع سنوات أو أكثر..
طالب المرحلة الابتدائية المجتهد ينتقل إلى الإعدادية , ولا يبقى إلا الراسب , وطالب الإعدادية ينتقل إلى الثانوية ولا يبقى في الإعدادية إلا الراسب , وهكذا الثانوية والجامعة .., ولكل مرحلة أساتذتها في المواد الثقافية والشرعية ..
في مساجدنا الأمر مختلف تماما .., فالرواد ثابتون لا يتغيرون والإمام هو المتغير.
في أغلب مساجدنا يخطب الإمام أكثر من عشر سنوات في مسجد واحد .., وهذا يدل على واحدة من اثنتين : إما أن الجمهور راسب , أو الإمام مفروض عليهم بسبب سكنه , أو غير ذلك !!!
في أغلب مساجدنا يخطب الإمام أكثر من عشر سنوات في مسجد واحد .., وهذا يدل على واحدة من اثنتين : إما أن الجمهور راسب , أو الإمام مفروض عليهم بسبب سكنه , أو غير ذلك !!!
أخي الداعية :
لا تمكث في مسجد حيك أكثر من ست سنوات , واترك الفرصة لغيرك , فإن كنت تجيد التدريس لمن هم في الحضانة أو الابتدائية الدعوية , فدع غيرك يرتقي بهم إلى الإعدادية الفكرية , وإن كنت ارتقيت بهم إلى الإعدادية فدع غيرك يصعد بهم إلى الجامعة العلمية , وهكذا
أخي الداعية :
-حتى لا يمل جمهورك من طعامك الدعوي حاول أن تنظم في مسجدك قوافل دعوية لتسمع روادك فكراً جديداً ..
أخي الداعية:
اهتم بدرسك اليومي - الفقه والتفسير والحديث والسيرة والتاريخ الإسلامي والعقيدة - فهي المصانع العلمية الحقيقية , والحضانات التربوية للناس بخلاف خطبة الجمعة .
أخي الداعية :
ورث ما لديك من علم وخبرة لطلاب الأزهر الشريف , وأفسح لهم المجال لإلقاء بعض الدروس في حضرتك ثم قيمهم وشجعهم على الاستمرار.., فإذا ما رحلت عن المكان أثمر غرسك , وانتفع الناس بعلمك ..
أخي الداعية :
شارك الناس في أفراحهم وأحزانهم ولا تنغلق على نفسك في مسجدك , كن أنت المهنئ في أفراحهم , والمتحدث في أحزانهم , والمسارع في زياراتهم إن كانوا مرضى أو محتاجين , يحبونك ويحبوا ما معك من بضاعة علمية ..
أخي الداعية :
بضاعتك نفيسة غالية فلا ترخصها بسوء عرضك , وقبح خلقك , ورعونة تصرفك , إذا انفض الناس عنك وزهدوا في بضاعتك فابحث عن مكان آخر تبيع فيه سلعتك , بعد تجويدها وتجريدها مما علق بها ..
أخي الداعية : مساجدنا حضانات تربوية, ومدارس علمية, وجامعات إيمانية , فاجعل مسجدك حاضنة تربوية ,ومدرسة علمية , وجامعة إيمانية ., يجد فيه الجميع بغيته .
وحتى أراك ..فللحديث بقية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق